بسم الله الرحمن الرحيم
"العز بن عبد السلام"
واحدًا من أشهر الشخصيات
في القرن السابع الهجري
سلطان دمشق يعزل الشيخ
ويلزمه بالإقامة الجبرية
أو
الرحيل
أو
التودد إلى السلطان
****************
ولد
"عبد العزيز بن عبد السلام"
المعروف بالعز في مدينة
"دمشق"
سنة (577 ﻫ =1181م)
قبل معركة حطين بسنوات ست
والتي وقعت
في 24 من ربيع الآخر عام 583هـ
في
4-7-1187م
"عبد العزيز بن عبد السلام"
إمامًا فقيهًا وعالمًا متبحرًا في علوم
الشريعة من فقه وحديث ، ومؤلفًا عظيمًا له
كتب قيمة
لم يكن وحده السبب
أن يلتف الناس حوله
وأن يمنحوه حبهم وإعجابهم وتقديرهم
أحبه الناس
وعاش من أجل الله تعالى
يعلم الناس أمور دينهم .. ويحارب البدع والخرافات
ينصح الحكام ، ويخوض ميادين الجهاد
ويواجه الظلم والطغيان
بعقيدة راسخة , وإيمانٍ عميق
****************
: طفولة ونبوغ :
ولد
"عبد العزيز بن عبد السلام"
المعروف بالعز في مدينة
"دمشق"
سنة (577 ﻫ =1181م)
وقد تأخر "العز" عن زملائه في طلب العلم
وعوض ما فاته
بالانتظام في حلقات الدرس
والمواظبة على المذاكرة
بحبٍ شديد وهمة عالية
وساعده ذكاؤه وفهمه العميق
على إتقان الفقه والتفسير وعلوم القرآن والحديث
والتبحر في تحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة
*********************************
وتوجه إلى التدريس
في بيته وفى مساجد دمشق ومدارسها
التي كانت تنفق عليها الدولة
وتجعلها تحت إشرافها
والطلاب يلتفون حوله
بسبب غزارة علمه وإتقانه لدروسه
وبراعته في الشرح
بالإضافة
إلى حبه للدعابة
وذكره للنوادر والفكاهات
فتلطف الدرس ، وتزيل الملل
***********************
· خطيب الجامع الأموي بدمشق :
"العز عبد السلام"
خطيبًا بارعًا
يؤثر في مستمعيه بصدق عاطفته
وغزارة علمه
وسلاسة أسلوبه ، ووضوح أفكاره
وهذه المؤهلات
جعلته جديرًا للخطبة
في الجامع الأموي في دمشق
وكانت خطبه في الجامع الأموي
مدرسة يتلقى الناس فيها أمور الدنيا دينهم
***************************
"العز بن عبد السلام"
لا يسكت
عن الخطأ
والتهاون في حق الأمة والوطن
فيكشف عن التجاوزات
ويبيّن موقف الإسلام منها
وفى إحدى خطبه
أفتى بحرمة بيع السلاح للإفرنج
المحتلين لأجزاء من بلاد الشام
وثبت عنده أن هذه الأسلحة
يستخدمها الإفرنج في محاربة المسلمين
وكان لهذه الخطبة أثر كبير في الناس
فتناقلوها فيما بينهم ، وأعجبوا بها
إلا السلطان وحاشيته
************
سلطان دمشق يعزل الشيخ
ويلزمه بالإقامة الجبرية
أو
الرحيل
أو
التودد إلى السلطان
****************
الرحيل إلى
"القاهرة"
سئم الشيخ
"العز بن عبد السلام"
العزلة
ومنعهِ من إلقاء الدروس
وإفتاء الناس
استشعر قيمة الإنسان فيما يعطى
وقيمته بين الناس
معلمًا ومفتيًا وخطيبًا
فقرر الذهاب إلى القاهرة
********************
"القاهرة"
سنة (639 ﻫ = 1241 م)
واستقبال سلطان "مصر" الصالح "أيوب"
للشيخ المهاجر
ويتولى الخطابة في جامع
"عمرو بن العاص"
وعين في منصب قاضى القضاة
ومشرفًا على إعادة إعمار المساجد في
"مصر"
وهذه الوظيفة أقرب ما تكون الآن إلى
وزير الأوقاف
**************************
"العز بن عبد السلام"
يبيع الأمراء :
قبل الشيخ الجليل
منصب قاضى القضاة
ودافع عن الناس محافظًا على حقوقهم
حاميًا لهم من سطوة الظالمين وأصحاب النفوذ
اكتشف أن الأمراء المماليك الذين يعتمد عليهم الصالح "أيوب"
لا يزالون من الرقيق، لم يتحرروا ولا يصح تكليفهم بإدارة شؤون
البلاد ما داموا عبيدا أرقاء
قام الشيخ الشجاع بإبلاغهم , وأوقف تصرفاتهم
في البيع والشراء وغير ذلك من التصرفات
التي يقوم بها الأحرار
وترتب على ذلك , أن تعطلت مصالحهم
وكان من بين هؤلاء الأمراء نائب السلطان
حاول الأمراء أن يساوموا
"العز بن عبد السلام"
الرجوع عما عزم عليه من بيعهم
لصالح بيت مال المسلمين
وتعود لهم كامل حقوقهم
*********************
رفض
مساوماتهم وإغراءاتهم وأصر على بيعهم
ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح "أيوب"
فطلب السلطان من الشيخ التراجع عن فتواه
فانسحب الشيخ وترك السلطان
وعزم على الاستقالة من منصبه
*******************
· مزاد لبيع الأمراء :
ولما انتشر خبر استقالة الشيخ "العز"
ومغادرته
"القاهرة"
خرج الناس وراء الشيخ
وأدرك السلطان خطأه
فخرج هو الآخر في طلب الشيخ واسترضائه
!!! وأقنعه بالعودة !!!
!!! فوافقه على أن يتم بيع الأمراء !!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
وكم كان
المشهد مهيبًا جليلاً والشيخ
"العز بن عبد السلام"
ينادى على أمراء الدولة
واحدًا بعد آخر ويغالي في ثمنهم
والسلطان الصالح "أيوب" يدفع الثمن من ماله الخاص
إلى الشيخ الشجاع الذي أودع ثمنهم
بيت مال المسلمين
وكانت هذه الوقعة الطريفة
سببًا في إطلاق لقب
"بائع الملوك"
على الشيخ
"العز بن عبد السلام"
******************
وأمر الأمراء أولاً
في دفع الضرائب
*******************
عين جالوت
25 رمضان
من سنة
658
هجرية
وطالت إقامة الشيخ في
"القاهرة"
حتى شهد ولاية السلطان
"سيف الدين قطز"
سنة ( 657 ﻫ =1258م)
وعمره يزيد على 81 عاما
وفى عهده أرسل المغول رسلاً إلى
"القاهرة"
تطلب التسليم دون قيد أو شرط
وكان المغول على أبواب
"مصر"
في
"غزه"
بعد أن اجتاحوا مشرق العالم الإسلامي
لكن سلطان "مصر" رفض هذا التهديد
وأصر على المقاومة والدفاع
وكان الشيخ
"العز بن عبد السلام"
وراء هذا الموقف
يهيئ الناس للخروج إلى الجهاد .
واحتاج السلطان إلى أموال للإنفاق على إعداد المعركة
فحاول فرض ضرائب جديدة على الناس
"العز بن عبد السلام"
اعترض على ذلك
:: وقال ::
قبل أن تفرض ضرائب على الناس
عليك أنت والأمراء
أن تقدموا ما تملكونه من أموالٍ لبيت مال المسلمين
فإذا لم تكف هذه الأموال في إعداد المعركة
فرضت ضرائب على الناس
واستجاب السلطان
وقام بتنفيذه على نفسه أولاً
وتبعه الأمراء بتقديم أموالهم كلها
إستعدادا للجهاد في سبيل الله تعالى
وخرج المسلمون للقاء المغول في معركة
"عين جالوت"
والشيخ
"العز بن عبد السلام"
"والإمام النووي"
في قلب المعركة
وكان النصر حليفهم
وقد ُقضيَ على الجيش التتاري بالكامل
ولم ينجوا منهم أحد
وصبيحة
عيد الفطر
من ذلك العام
تتحرر دمشق من الأفرنج
********************
· مؤلفات الشيخ ومكانته العلمية :
الشيخ
"العز بن عبد السلام"
متعدد المواهب
في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس
وله مؤلفات كثيرة
في التفسير والحديث والفقه والأصول والسيرة النبوية
: ومن أشهر كتبه :
"قواعد الأحكام في مصالح الأنام"
و
"الغاية في اختصار النهاية"
في الفقه الشافعي
و
"مختصر صحيح مسلم"
و
"بداية السول في تفضيل الرسول"
و
"تفسير القرآن العظيم"
******************
· شخصية الشيخ
"العز"
الشيخ
"العز"
عالمًا حقيقيًّا
يدرك أن دور العلماء
لا يقتصر على إلقاء الدروس والخطابة وتعليم الطلاب
فاشترك في الحياة العامة
مصلحًا
يأخذ بيد الناس إلى الصواب
ويصحح الخطأ
وصادقا مع الأمير والسلطان
******************
نفسه قوية امتلأت بحب الله
لا مكان للخوف من ذوى الجاه والسلطان
لا يخاف إلا الله، ومن خاف الله هابه الناس واحترموه.
عاش الشيخ لله تعالى
صالحا مصلحا
جعل الله له نوراً يمشي به في قلوب الناس
فعاش في قلوبهم ووجدانهم
أحب الله تعالى
فأحبه الناس
************
: وفاته :
وقد امتدت الحياة الشيخ الجليل
فبلغ
الثالثة والثمانين
قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين
والجهاد في سبيل الله
باللسان والقلم
وحمل السلاح ضد الفرنج ، وضد التتار
حتى لقي ربه
في
(
10من جمادى الأولى 660 ﻫ
2 من مارس 1261م
)
وفارق الشيخ الدنيا
بهذا الكم الهائل من الجهاد
راضيا مرضيا
ولتمتد سيرته بين الخالدين
رحم الله الشيخ
"العزبن عبد السلام"