بسم الله العلي العظيم خالق هذا الكون العظيم والصلاة والسلام على الرسول الأمين الذي خلقه ربه بخلق عظيم وجعله آية للعالمين عليه أفضل صلاة وتسليم أما بعد السلام عليكم يا أخوتي أينما كنتم وأقدم إليكم هذا الموضوع المهم الذي يوضح معجزة من معجزات الله سبحانه فتدبروه واذكرو واشكرو خالقكم سبحانه وتعالى عما يشركون والموضوع كالتالي
قال تعالى بعد أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)</SPAN> [الأنبياء: 30]. وسبحان الله الذي يعلم مسبقاً بأن اكتشاف هذه الحقيقة سيتم على يد غير المؤمنين لذلك جاءت بداية الآية: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا)</SPAN>! ولكن أين يظهر التفوق القرآني على العلم؟
إن القرآن يسمي بداية نشوء الكون بالرتق، (رَتْقاً)</SPAN>، وهذه الكلمة فيها النظام والدقة، والرتق هو تركيب جزء على جزء ليصبحا جزءاً واحداً، وبالفعل أجزاء الكون كانت متراكبة على بعضها وبكثافة عالية! فلا وجود للفراغ، لذلك كلمة (الرَّتْق) هي الكلمة الأنسب لوصف بداية الكون من الناحية اللغوية والعلمية. أي أن أجزاء الكون كانت ملتحمة ببعضها وتشكل مادة متجانسة ثقيلة جداً جداً.
ثم إن العلم يسمِّي لحظة إنفصال هذه الأجزاء بالإنفجار. وهذه تسمية خاطئة! فلا يمكن للإنفجار أن يكون منظماً أبداً. بينما إنفصال أجزاء الكون وتباعدها عن بعضها يتم بنظام شديد الدقة. حتى إننا نجد أن النجم في السماء لو انحرف عن مساره قليلاً لأدى ذلك إلى إنهيار البناء الكوني، فهل هذا إنفجار؟ أم نظام؟ لذلك نجد القرآن العظيم يسمي هذه العملية بالفتق: (فَفَتَقْنَاهُمَا)</SPAN>، ونحن نعلم أن كلمة (فَتَقَ) تحمل معنى النظام والدقة، فالكتلة الإبتدائية في الكون كانت منظَّمة وليست عشوائية كما يصفها العلماء. \
بقي أن نذكر بأن علماء الفلك اليوم يتحدثون عن البنية النسيجية للكون، وانظر معي إلى كلمتي (رَتَقَ، فَتَقَ) المتعاكسين، ألا توحي كل منهما بالبنية النسيجية لهذا الكون؟ إن السؤال عن بداية الكون يقود إلى السؤال عن نهاية هذا الكون، وإلى أين يتوسع، وماذا بعد؟ \
لقد بُذلت جهود كبيرة من قبل العلماء لمعرفة أسرار مستقبل الكون. وهذه نظرية تكاد ترقى لمستوى الحقيقة العلمية.يصرِّح بها العلماء اليوم، وهي نهاية الكون الحتمية حيث تقوم الساعة نسأل الله أن يثبتنا قبلها وبعدها. إن توسع الكون لن يستمر للأبد!بل له حدود\>وهذا الكلام منطقي وعلمي. \
فإذا نظرنا إلى البناء الكوني نجد أن له حجماً محدداً و وزناً محدداً لأجزائه وقوة جذب محددة بين هذه الأجزاء. فالمجرات التي يبلغ عددها آلاف الملايين تترابط مع بعضها بقوى جاذبية، وعندما تبتعد هذه المجرات عن بعضها إلى مسافة محددة فإن قوى الجاذبية هذه سيصبح لها حدوداً حرجة لن تسمح بالتمدد والتوسع، بل سوف تنكمش أجزاء هذا الكون على بعضها ويعود من حيث بدأ.\
\وبالطبع هذه النظريات مدعومة بلغة الأرقام وبالنتائج الرقمية والقرآن العظيم أخبر عن كل ذلك، فقد تمَّ قياس أبعاد الكون، وحجمه ومقدار قوى التجاذب الكوني، و وزن أجزائه وكثافتها وغير ذلك. فسبحان الله خالق الأزواج كلها نحمده على كل نعمه التي أسبغها علينا ونسأله النجاح والتوفيق في في الدنيا والآخرة.\